الاعلامي سري القدوة يكتب : الاحتلال يمنع إنقاذ الحياة في قطاع غزة

المجموعة: مقالات كتب بواسطة: نــداء الوطن

الاحتلال يمنع إنقاذ الحياة في قطاع غزة

بقلم : سري  القدوة

الخميس 1 كانون الثاني / يناير 2025.

 

برغم من إعلان وقف الحرب تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سياسة تدمير ممنهجة في كافة أنحاء قطاع غزة، من خلال القصف العنيف واستهداف المباني المكتظة بالسكان، وسط غياب شبه تام للقدرات الفنية واللوجستية لدى فرق الإنقاذ، بعد أن دمرت إسرائيل معظم المعدات الثقيلة، بما في ذلك الجرافات التي دخلت مؤخرًا من مصر.

 

المشهد الميداني كارثي بكل المقاييس، وخاصة في الأجواء الباردة وأن مئات من جثث الشهداء ما زالت تحت الأنقاض، ويتعمد الاحتلال استهداف منازل المدنيين ويدمر ما تبقى من البنية التحتية في المنطقة المصنفة خضراء والتي هي تحت سيطرة الاحتلال، بل يزج بروبوتات مفخخة داخل الأحياء لتفجيرها عن بعد، في انتهاك صارخ لكل الأعراف .

 

الاستهداف الإسرائيلي لا يوفر أحدًا، فان آلية القتل والدمار مستمرة ومتصاعدة والمشهد يزداد سوءا، وخاصة على صعيد الأوضاع الصحية أصبحت كارثية للغاية، فالمستشفيات تحولت إلى نقاط إسعاف بدائية، وتعمل بإمكانيات شبه معدومة، في ظل خروج أكثر من 80% من المستشفيات عن الخدمة، بعد قصفها بشكل مباشر، ومن أبرزها مجمّع الشفاء الطبي .

 

جميع مناطق قطاع غزة تتعرض للقصف دون استثناء، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، وأن التهجير القسري لا يتوقف، حتى في طوابير انتظار المساعدات، حيث يتعرض المدنيون للقنص أو القصف أثناء محاولتهم الحصول على الحد الأدنى من الغذاء، وسقط أكثر من 120 شهيدًا فقط أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية .

 

ما يجري هو سياسة إبادة حقيقية تطال كل مقومات الحياة، وأن العالم يقف صامتا وأصبح الوضع في قطاع غزة كارثي ولا يمكن لأحد أن يتحمله والجميع يقف أمام واقع صعب للغاية واحتلال غاشم لا يعرف أي معنى للإنسانية ومع الأسف ما زال الصمت الدولي هو العنوان الأكبر للمأساة التي نعيشها .

 

الحصار الذي تفرضه حكومة الاحتلال العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان ويعد من جرائم الحرب الدولية البشعة حيث تواصل فرض حصارها منذ سنوات بشكل متواصل وتلجا ألي إتباع سياسة الابتزاز والمساومة مقابل إدخال السلع التجارية والمواد الغذائية والأدوية والمعقمات الطبية وخاصة بعد انتشار الإمراض القاتلة وان مواصلة الحصار يعد ضمن سياسة العقاب الجماعي المفروض والتي تمارسها حكومة الاحتلال بشكل متواصل ضمن الحرب الشاملة وسلسلة أعمالها الاستيطانية وجرائمها المرتكبة في الضفة الغربية والقدس تعد من جرائم الحرب الكبرى وتعديا صارخا على القوانين الدولية .

 

ليس هناك أي مبرر للقتل والعقاب الجماعي الذي تقوم به إسرائيل، ولا بد من وضوح الموقف الدولي والعمل بجدية من اجل تطبيق وتحويل المواقف والأقوال الدولية الإيجابية بشأن حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات العدوان، خاصة في رفح ومناطق شمال وشرق غزة والتي تم مسحها بالكامل، وضرورة إيجاد آليات عمل دولية ملزمة وضامنة لتحقيق هذا الهدف الذي فشل المجتمع الدولي في إنجازه طيلة أيام حرب الإبادة .

 

ولعل استمرار حرب الإبادة الجماعية برغم اتفاق وقف الحرب وإصرار الاحتلال على إعادة احتلال قطاع غزة وتجاهل الأوضاع المعيشية الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وكذلك الأوضاع المأساوية لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني تحشرهم قوات الاحتلال في داخل المنطقة الصفراء، وتمنع وصول المساعدات إليهم، في ظل غياب تام لأي آليات دولية إغاثية لتأمين احتياجات المواطنين الإنسانية الأساسية والتدهور الخطير المتواصل لأوضاع المواطنين ولظروفهم المعيشية .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.