غزة والانتهاك الصارخ لأبسط القيم الإنسانية
بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 15 تموز / يوليو2025.
مجازر الاحتلال الجماعية التي تواصل ارتكابها حكومة الاحتلال العنصرية الإرهابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، والتي كان آخرها استهداف مواطنين عند نقطة تجمع للمياه في المخيم الجديد بالنصيرات وسط قطاع غزة بما يؤدي باستمرار إلى ارتفاع أعداد الشهداء من المدنيين واستكمال تدمير ما تبقى من المنازل والبنية التحتية في مختلف مناطق قطاع غزة وما تخطط له حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإقامة ما يسمى "المدينة الإنسانية" في جنوب القطاع والذي يعد في حقيقته معتقل عنصري نازي ويشكل امتدادا مباشرا لجرائم الإبادة الجماعية، وتحولا خطيرا نحو تنفيذ مشروع التهجير القسري الجماعي بحق أبناء شعبنا تحت غطاء من الأكاذيب والتضليل الإعلامي .
الاحتلال يواصل تنفيذ سياسة تهجير أبناء الشعب الفلسطيني بالقوة تحت شعار ما أسماه بالمدينة الإنسانية في رفح والتي لا تمت للإنسانية بصلة، وواجهت انتقادات عديدة من المجتمع الدولي وكذلك من بعض الأوساط الإسرائيلية نفسها، في ظل إمعان الاحتلال لتعميق النزوح واستخدام التجويع والتعطيش كسلاح في حربه على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة .
وبينما يتفاخر الاحتلال وقادته بتدمير ومسح مدينة بيت حانون بالكامل ولم تعد موجودة على الخارطة، فقط ما يوجد فيها أكوام من ركام المنازل والبنى التحتية المهدمة، يواصل في الوقت نفسه الإسراع في إقامة المعتقل النازي في مدينة رفح، والذي لا يمت بأي صلة للقيم الإنسانية، بل يقام على أنقاض المجازر، ويهدف لحشر مئات الآلاف من المدنيين في ظروف غير إنسانية ضمن سياسة تطهير عرقي ممنهجة .
المعتقل النازي الجديد التابع لحكومة الفصل العنصري الإرهابية هو الوجه الأخر للإبادة ويندرج ضمن جريمة حرب مركبة تشمل القتل الجماعي والاحتجاز القسري والتطهير العرقي بدعم وتواطؤ من بعض الدول الغربية الاستعمارية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية التي توفر الغطاء السياسي والعسكري لهذا النهج العنصري .
أن أكثر من 60 ألف شخص استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي، من بينهم أكثر من 39 ألف طفل وامرأة، بينما يجبر مئات الآلاف على العيش في معسكر مغلق تحت التهديد والقصف والجوع، في انتهاك صارخ لأبسط القيم الإنسانية وأن محاولات الاحتلال تسويق مشروعه على أنه ملاذ إنساني ما هي إلا وسيلة تضليل وخداع للرأي العام العالمي، تماما كما حدث في مصائد الموت التي أُطلقت عليها "مساعدات إنسانية"، بينما كانت تستهدف المدنيين وتجبرهم على النزوح تحت القصف .
المجتمع الدولي فشل حتى الآن في تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وأن الصمت والتقاعس عن وقف هذه الجرائم يمثلان شراكة فعلية في ارتكابها، ويجب على الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية التحرك الفوري والعاجل لوقف هذا المخطط وإنقاذ ما تبقى من حياة الفلسطينيين في القطاع .
الوقف الفوري لعدوان الاحتلال هو المسار الصحيح والأكثر إنسانية لحماية المدنيين الفلسطينيين وإدخال المساعدات بشكل مستدام وبالكميات الكافية، والانتهاء من الترتيبات اللازمة للبدء بإغاثة أبناء شعبنا المكلومين وإعادة الإعمار، وأن تمكين دولة فلسطين ومؤسساتها الشرعية من ممارسة ولايتها السياسية والقانونية على قطاع غزة باعتباره جزءا أصيلا من أرض دولة فلسطين هو المدخل الوحيد لحماية شعبنا وتحقيق العدالة له، وهو أقصر الطرق للبدء بتطبيق الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية وإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.